الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية المملكة العربية السعودية.

الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية المملكة العربية السعودية: مقال مقارن

أعده الأستاذ/ محمود سلامة المحامي

شريك مؤسس شركة سلامة للمحاماة والقانون

تشهد حقوق الملكية الفكرية اهتمامًا متزايدًا في كل من جمهورية جمهورية مصر العربية العربية، والمملكة العربية المملكة العربية السعودية. ويسعى المشرع في كلا البلدين إلى تطوير القواعد القانونية انطلاقًا من استهدافه حماية حقوق المبدعين والمبتكرين، ليواجه التحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي المتسارع وزيادة تدفق المعلومات.

وتعني حماية حقوق الملكية الفكرية:

توفير مجموعة من القوانين والإجراءات القانونية، التي تهدف إلى حماية إبداعات العقل البشري، مثل الابتكارات الأدبية، والفنية، والعلمية، والصناعية؛ بحيث تمنح هذه الحماية لأصحاب الإبداعات الحق في الاستفادة من أعمالهم الاقتصادية والمعنوية، ومنع الآخرين من استغلالها، أو استخدامها دون إذن مسبق.

جدير بالذكر أن حقوق الملكية الفكرية تشتمل على مجموعة من المجالات، كبراءات الاختراع، والعلامات التجارية، وحقوق المؤلف، والنماذج الصناعية، والأسرار التجارية. وتهدف حماية حقوق الملكية الفكرية إلى تشجيع الابتكار والإبداع، من خلال توفير الحوافز القانونية والاقتصادية للمبدعين، فضلًا عن تحقيق التوازن بين حقوق المبدعين والمصلحة العامة.

وتهدف جمهورية مصر العربية إلى حماية الملكية الفكرية، من خلال مجموعة من التشريعات، التي تنظم حقوق المؤلفين، والمخترعين في مجالات الأدب والفن والصناعة؛ وتعتمد هذه الحماية على نصوص قانونية محددة، تتيح للمبدعين حماية حقوقهم من التعديات والانتهاكات.

وقد كانت جمهورية مصر العربية تستند إلى قوانين متعددة تحمي الملكية الأدبية والصناعية، وتعزز الحماية عبر تسجيل الابتكارات لدى الجهات المختصة حتى صدر قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002 المنشور في الجريدة الرسمية العدد 22 (مكرر) في 2 يونيو سنة 2002، والذي ألغى هذه الحزمة من القوانين ليصبح جامعًا لأحكامها ومطورًا لكثير منها، حيث نص في المادة الثانية من مواد إصداره على ما يلي:

تلغى القوانين الآتية:

(أ) القانون رقم ٥٧ لسنة ۱۹۳۹ بشأن العلامات والبيانات التجارية.

(ب) القانون رقم ١٣٢ لسنة ١٩٤٩ بشأن براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية، عدا أحكام براءات الاختراع الخاصة بالمنتجات الكيميائية المتعلقة بالأغذية والمنتجات الكيميائية الصيدلية فتلغى اعتباراً من أول يناير سنة ٢٠٠٥.

(ج) القانون رقم ٣٥٤ لسنة ١٩٥٤ بشأن حماية حق المؤلف.

كما يلغى كل حكم يخالف أحكام القانون المرافق.

وقد صدر هذا القانون ليشمل حماية شاملة لجميع جوانب حقوق الملكية الفكرية، بما في ذلك براءات الاختراع، العلامات التجارية، حقوق المؤلف، التصميمات الصناعية، والأصناف النباتية. ويعنى القانون بتنظيم حماية الحقوق المتعلقة بالاختراعات والنماذج الصناعية، وحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة له، بالإضافة إلى العلامات التجارية والأسرار التجارية.

وعلى مستوى مقارن؛ تقوم المملكة العربية المملكة العربية السعودية بتقديم حماية للملكية الفكرية من خلال أنظمتها القانونية، المشهود لها بالتطور، إذ تُمنح الحقوق الفكرية حماية قانونية تشمل براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق المؤلف، والنماذج الصناعية، والتصميمات، بما يضمن لصاحب الفكرة القدرة على الاحتفاظ بحقوقه.

وتعمل المملكة العربية السعودية وفق أنظمة مستمدة من الشريعة الإسلامية والاتفاقيات الدولية، بما يضمن حماية شاملة لحقوق الملكية الفكرية بما يتناسب مع النظام العام الوطني والنظام العام الداخلي.

فقد أصدرت المملكة تنظيم الهيئة المملكة العربية السعودية للملكية الفكرية الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم (96() وتاريخ 1439/9/14ه، والمعدل بقرار مجلس الوزراء رقم (374) وتاريخ 1440/9/28ه،. والذي عدل بقرار مجلس الوزراء رقم (57) وتاريخ 1442/1/20هن والمعني بتنظيم شؤون الهيئة المملكة العربية السعودية للملكية الفكرية والتي تعمل في ضوء حزمة من القوانين (الأنظمة) أهمها:

  • نظام براءات الاختراع والتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/27) وتاريخ 1425/5/29هـ، وآخر تعديلاته بالمرسوم الملكي رقم (م/45) وتاريخ 1445/3/10هـ

  • نظام حماية حقوق المؤلف الصادر بالمرسوم الملكي رقم م41/ بتاريخ 2 رجب 1424هـ المعدل بقرار مجلس الوزراء رقم 536 وتاريخ 1439/10/19هـ.

  • قانون نظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الموافق عليه بالمرسوم الملكي رقم م/51 وتاريخ 1435/7/26هـ، والمعدل بالمرسوم الملكي رقم م/49 وتاريخ 1442/6/1هـ.

  • لائحة حماية المعلومات التجارية السرية الصادرة بقرار وزير التجارة والصناعة رقم 3218 وتاريخ 1426/3/25هـ، والمعدلة بقرار وزير التجارة والصناعة رقم 4319 وتاريخ 1426/5/1هـ.

أهمية تسجيل حقوق الملكية الفكرية:

تحرص جمهورية مصر العربية على تسجيل حقوق الملكية الفكرية كوسيلة أساسية لحماية المبدعين والمخترعين. من خلال التسجيل، يتمكن المبدعون من حماية مصنفاتهم من الاستغلال غير المشروع، سواء كان ذلك في مجال الأدب أو الفن أو الصناعة. وتمنح القوانين الجمهورية مصر العربيةية المبدعين حقوقًا حصرية للاستفادة من إبداعاتهم الاقتصادية والمعنوية، مما يعزز من تطور الصناعات المعرفية والإبداعية. ويعد التسجيل أيضًا خطوة أساسية في أي دعوى قضائية لحماية حقوق المؤلفين والمبتكرين.

وفي المقابل، تعتمد المملكة العربية المملكة العربية السعودية كذلك على نظام تسجيل مشابه، حيث يشكل التسجيل الخطوة الأولى لحماية حقوق الملكية الفكرية من أي تعدٍ، أو استغلال غير قانوني. حيث يسعى المبتكرون في المملكة العربية السعودية إلى تسجيل حقوقهم من خلال الهيئة المملكة العربية السعودية للملكية الفكرية، التي تضمن تطبيق القوانين وضمان حقوق المبدعين. من خلال التسجيل.

ويحصل المبدعون في المملكة العربية المملكة العربية السعودية على الحماية القانونية التي تتيح لهم منع التعديات على حقوقهم، وبالتالي الاستفادة من حقوقهم بشكل مباشر، سواءً في الأسواق المحلية أو الدولية.

أضرار انتهاك حقوق الملكية الفكرية:

ويجدر بنا القول بأن الأضرار الناجمة عن انتهاك حقوق الملكية الفكرية تظهر في جمهورية مصر العربية بوضوح من خلال الخسائر الاقتصادية، التي تتعرض لها الشركات والأفراد؛ فعندما تُنتهك حقوق المؤلف، أو براءة الاختراع، تفقد الشركات قدرتها على التنافس، وتتعرض لخسائر مادية فادحة.

فضلًا عن ذلك، يتسبب انتهاك الملكية الفكرية في تراجع الابتكار والإبداع داخل الدولة. ولذلك تحمي القوانين الجمهورية مصر العربيةية هذه الحقوق من خلال فرض غرامات كبيرة، تصل إلى الحبس في بعض الحالات، وتُلزم المعتدين بتعويض المتضررين.

وبالمثل، تؤدي الانتهاكات في المملكة العربية المملكة العربية السعودية إلى أضرار اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تعاني الشركات والأفراد من فقدان إيراداتهم نتيجة التعدي على حقوقهم الفكرية.

ويعاقب القانون السعودي المعتدين بغرامات مالية كبيرة، فضلًا عن إمكانية إغلاق المنشآت المخالفة. وتشجع هذه الحماية القانونية على الحفاظ على بيئة إبداعية منتجة في المملكة، حيث يسهم ذلك في تعزيز الاقتصاد المعرفي وتحفيز الابتكار.

الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية:

وينظم القانون الجمهورية مصر العربيةي عمليات التسجيل والتوثيق للمصنفات الفكرية، ويتيح للمبدعين حماية حقوقهم من التعديات من خلال اللجوء إلى القضاء. إضافة إلى ذلك، تقدم جمهورية مصر العربية حماية خاصة للأعمال الفنية والأدبية، مما يساهم في تعزيز الثقافة والابتكار.

وبموجب قانون المحاكم الاقتصادية رقم 120 لسنة 2008 أصبحت المحكمة المختصة بنظر النزاعات الناشئة عن انتهاك حقوق الملكية الفكرية هي محاكم القضاء الاقتصادي، بموجب نص المادة السادسة من القانون.

في المملكة العربية السعودية، يتشابه الوضع من حيث التشريعات القانونية الخاصة بحماية الملكية الفكرية، حيث تضمن المملكة حماية حقوق المبدعين، من خلال الهيئة المملكة العربية السعودية للملكية الفكرية، والتي تُعنى بتطبيق القوانين ومراقبة التعديات.

وبموجب نظام المحاكم التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/93) بتاريخ 15/8/1441هـ، أصبحت المحكمة المختصة بنظر النزاعات المتعلقة بانتهاك حقوق الملكية الفكرية هي المحكمة التجارية، وفقًا للتنظيم القضائي السعودي.

الحماية الإقليمية والدولية:

وفي هذا الإطار؛ تلتزم جمهورية مصر العربية بحماية حقوق الملكية الفكرية على المستويين الوطني والدولي، حيث تصادق على مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي تُلزمها بتوفير حماية واسعة لهذه الحقوق. بالإضافة إلى ذلك، تتعاون جمهورية مصر العربية مع منظمات دولية مثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) لتعزيز الوعي حول الملكية الفكرية وتنفيذ برامج لحماية هذه الحقوق.

كما تشارك المملكة العربية المملكة العربية السعودية في هذه الجهود على المستوى الدولي، حيث تعتبر عضوًا في العديد من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية تريبس (TRIPS) التي تنظم حقوق الملكية الفكرية في إطار منظمة التجارة العالمية.

وجدير بالذكر أن المملكة تقوم بتطوير أنظمتها القانونية لتتماشى مع المعايير الدولية، وتدعم الابتكار من خلال حماية حقوق المخترعين والمؤلفين داخل وخارج المملكة.

وختامًا، يتضح أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية قد اتبعتا نهجًا متقاربًا في حماية حقوق الملكية الفكرية، رغم اختلافهما في تطبيق التشريعات. فبينما تعتمد المملكة على تعدد التشريعات الحمائية المتخصصة، يعتمد النظام القانوني المصري على مبدأ القانون الواحد الجامع. ومع ذلك، تظهر أوجه التشابه بوضوح بين النظامين القانونيين في كلا البلدين، حيث يتماشيان مع الجهود الدولية الرامية إلى إنفاذ المعاهدات المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية؛ والتي تسعى إلى الحفاظ على أحد أهم روافد الاقتصاد والمجتمع، وهو النتاج الفكري والجهد الإبداعي الإنساني، بما يسهم في دعم الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة في كلا البلدين.