شركة الشخص الواحد أم النشاط الفردي؟

يتحير العديد من المقبلين على بدء النشاط التجاري بين اختيار شركة الشخص الواحد أم اختيار نمط المنشاة الفردية؛ بل وإن الكثيرين أيضًا لا يعرفونَ الفرقَ، ويقولون كيف للشخص الواحد أن يكون شركة؟ ومال الفرق بينها إذًا وبين المشأة الفردية؟

سؤال نجيبكم عنه بتوضيح الفرق بينهما


شركةُ الشخصِ الواحدِ، هي نمطٌ غير تقليديّ من الشركاتِ، وهي كيانٌ اعتباريٌّ مستقلٌ عن صاحبِهِ؛ فهي من حيثُ إنَّها شخصيةٌ معنويةٌ، فهي شركةٌ، وليست مجردَ نشاطٍ تجاريٍّ فرديٍّ، وقد أضافتْ مرونةً كبيرةً للمستثمرينَ وروادِ الأعمالِ الذي لا يحبذون مشاركة الآخرين، وفي نفس الوقت لا يريدون أن يكونوا مسؤولين عن الديون التجارية في أموالهم الشخصية.
فشركة الشخص الواحد، كيانٌ قانونيٌّ يؤسسُ من قِبَلِ فردٍ واحدٍ، لا شريكَ له، حيث يكونُ المالكَ الوحيدَ للشركةِ؛ ويتيحُ هذا النوعُ من الشركاتِ للشخصِ الواحدِ التمتعَ بمزايا الشركةِ ذاتِ المسؤوليةِ المحدودةِ دونَ الحاجةِ إلى شركاءِ.
ويوفر هذا النموذجُ من الشركاتِ حمايةً قانونيةً لرأسِ مالِ المالكِ، حيثُ تكونُ مسؤوليتُهُ محدودةً بمقدارِ مساهمتهِ في رأسِ المالِ.
وتختلفُ شركةُ الشخصِ الواحدِ عنِ الأنشطةِ الفرديةِ، حيث إن الأنشطة الفرديةَ نوعٌ من الكياناتِ التجاريةِ التقليديةِ، التي يمتلكُها ويديرُها شخصٌ واحدٌ؛ وتعتبرُ غيرَ مميزةٍ قانونيًا عن مالكِها، أي أنَّ المسؤوليةَ الماليةَ والقانونيةَ عن الديونِ والالتزاماتِ تقعُ مباشرةً على عاتقِ المالكِ. وهذا يعني بالضرورةِ أنَّ أصولَ المالكِ الشخصيةَ يمكنُ أن تكونَ معرضةً للمخاطرِ التجاريةِ.

الفروقاتُ الأساسيةُ بين شركةِ الشخصِ الواحدِ والنشاط التجاري الفردي

ليس لأنَّ شركة الشخص الواحدِ والمؤسسةَ الفرديَّةِ يؤسسهما شخصٌ واحدٌ يكونُ فيعني هذا ألَّا فرقَ بينهما، فهناكَ عدةُ فروقٍ تميزُهُما:


أولًا: المسؤوليةُ القانونيةُ
في شركةِ الشخصِ الواحدِ: تكونُ المسؤوليةُ محدودةً بمقدارِ رأسِ المالِ المستثمرِ. بمعنى آخرَ، إذا واجهتِ الشركةُ ديونًا أو التزاماتٍ، فإن أصولَ المالكِ الشخصيةَ تكونُ محميةً، فلا يُسألُ في مالِهِ، وإنما تُسألُ الشركةُ -كشخصيةٍ اعتباريةٍ مستقلةٍ عن مالكها- في أموالِها.
أمَّا في النشاط الفردي : تكونُ المسؤوليةُ غيرَ محدودةٍ؛ حيثُ يمكنُ للدائنينَ المطالبةَ بأصولِ المالكِ الشخصيةِ لسدادِ الديونِ.

ثانيًا: الاعتبار القانوني
فشركةُ الشخصِ الواحدِ: تعتبرُ كيانًا قانونيًا مستقلًا عن مالكِها؛ هذا الاستقلالُ يمنحُها القدرةَ على الدخولِ في العقودِ، والامتلاكِ، والتقاضي باسمِها الخاصّ.
أمَّا النشاط الفردي: لا يعتبرُ كيانًا مستقلًا، بل يعتبرُ امتدادًا لشخصيةِ المالكِ.

ثالثًا: الإجراءات القانونية والتأسيسفبالنسبةِ لتأسيسِ شركةِ الشخصِ الواحدِ: فهو يتطلبُ إجراءاتٍ قانونيةً محددةً، منها تسجيلُ الشركةِ في السجلّ التجاريّ وتحديدُ رأسِ المالِ الأساسيّ.
أما تأسيسُ النشاط الفردي: فهو أكثر سهولةً نسبيًا، مع متطلباتٍ تنظيميةٍ أقلّ مقارنةً بشركةِ الشخصِ الواحدِ.


رابعًا: الإدارةُ والمرونةُفشركةُ الشخصِ الواحدِ: تمنحُ المالكَ مرونةً أكبرَ في إدارةِ الشركةِ واتخاذِ القراراتِ، نظرًا لعدم الحاجةِ إلى توافقِ الآراءِ معَ شركاءَ آخرينَ.
أمَّا في النشاطِ الفرديِّ: فيتمتعُ المالكُ بنفسِ الدرجةِ مِنَ المرونةِ في اتخاذِ القراراتِ الإداريَّةِ.
وختامًا؛ إنَّ فهمَ الفروقاتِ بينَ هذينِ النموذجينِ يمكنُ أنْ يساعدَ المستثمرينَ وروادَ الأعمالِ في اتخاذِ قراراتٍ مدروسةٍ تتماشى مع أهدافِهِمْ وطموحاتِهِمْ التجاريَّةِ.

إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن إجراءات تأسيس شركة الشخص الواحد فما عليك إلا الاتصال بنا على هذا الرقم

00201101171119
ومراسلتنا على الواتساب أو على البريد الإلكتروني التالي

info@salama-lawfirm.com